18 مايو 2024 14:25 10 ذو القعدة 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
ترانزيت المطار

رحرحلة كفاح وملحمة عبر السنين

92 عامًا على تأسيس.. مصر للطيران تاريخ عريق وإنجازات تتحدث عن نفسها

بوابة الكلمة

في السابع من مايو كل عام، تحل ذكرى ميلاد تأسيس مصر للطيران الـ92 هذه الشركة العملاقة التى تظل تحكى رحلة كفاح وملحمة غير عادية عبر السنين والأجيال.

صناعة الطيران والنقل الجوي عامة ومصر للطيران خاصة حول العالم شهدت الفترات الماضية تحديات قوية وأوقات عصيبة وأزمات متلاحقة كانت الأصعب من نوعها على مدار تاريخها، وخيمت فيها على قطاع الطيران خسائر فادحة دفعت الكثير من الشركات العالمية إلى الانهيار وإغلاق أبوابها، غير أن الصرح العملاق مصر للطيران وقف صامداً شامخة فى مواجهة التحديات بل أصبح مثالاً يحتذى به فى المنطقة ويسير على دربها الآخرون.

لا ننكر أن كل هذا كان بدعم قوى من الرئيس عبدالفتاح السيسى الداعم الأول لمسيرة التقدم والتنمية، الذى منح الثقة فى قيادات الطيران لتعمل فى صمت مقتحمين كل ميادين الطيران فى العالم فوضعوا مصر للطيران على الخريطة العالمية، ونجحت مصر للطيران تحت لواء الفريق محمد عباس حلمى وزير الطيران المدنى، وبجهود أبنائها ومسئوليها في تخطى العقبات والحروب.

إنجازات مصر للطيران تتحدث عن نفسها دائماً، إذ تحصد الجوائز التى تعد دليلاً دامغاً على التحديث والتطوير الذى تشهده الشركة الوطنية، فما بين جوائز التميز في نظم السلامة من المجلس الدولي للمطارات لقارة إفريقيا وتنفيذًا لرؤية وزارة الطيران المدني وتوجيهات الفريق محمد عباس وزير الطيران بالعمل على رفع تصنيف المطارات المصرية قاريًا وعالميًا في جوانب التشغيل بما يتماشى مع قواعد لتشغيل الصادرة من الجهات المحلية والدولية.

صنعت مصر للطيران، فى وجود المهندس يحيي زكريا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، والمهندس محمد سعيد محروس رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وغيرهما من القيادات السابقين والحاليين، من التحديات والأزمات والصعوبات نجاحاً كبيراً سطرته بأحرف من نور، ليبقى اسم مصر للطيران محفوراً بين أعرق شركات الطيران العالمية.

وتحتفل الشركة الوطنية هذا العام بعيدها الـ 92، فى مناخ أفضل وأجواء من التفاؤل وتحسن فى الحركة الجوية وتزايد في الرحلات، ولما لا ويحقق مطار القاهرة الدولى معدلات تشغيل مرتفعة، هذا المطار الذى يصنف من المطارات الأعلى كثافة في الشغيل وعدد الركاب داخل القارة الأفريقية.

وشهد قطاع الطيران المدنى إنجازات وتحديثات وطائرات جديدة، وذلك برعاية قائد مسيرة التنمية وداعمها الأول الرئيس عبدالفتاح السيسى وتحت لواء الفريق محمد عباس وزير الطيران المدني الذى يسعى دائماً إلى تحقيق رؤية الدولة المصرية 2030 فى التنمية والتكامل الاقتصادي بقارة إفريقيا والعالم أجمع، فضلاً عن منظومة التطوير والتحديث لأسطول مصر للطيران والمطارات التى ستظل فى صدارة القارة الإفريقية والشرق الأوسط، وتواصل صناعة التاريخ.

واصلت مصر للطيران إنجازاتها وتقدمها في عهد الفريق محمد عباس حلمى وزير الطيران المدنى، حيث وضع وزير الطيران خطة طموح لتوسعة شبكة خطوط الشركة وتم فتح خطوط وأسواق جديدة وإعادة تشغيل خطوط أخرى توقفت بالإضافة إلى زيادة أسطول الطائرات وانضمام طائرات جديدة، بما يسهم فى تنشيط الحركة الجوية إلى المقاصد السياحية المصرية.

وقامت مصر للطيران بتشغيل أول رحلة دولية من مطار سفنكس الدولي إلى مطار ألميريا بأحدث طائراتها من طراز إيرباص A320ne لنقل أعضاء مجلس إدارة إتحاد ألميريا الرياضي بإسبانيا. وانطلقت أولى رحلات مصر للطيران الجوية من مطار القاهرة الدولى متجهة إلى دكا عاصمة بنجلاديش. واستقبل مطار القاهرة أولى رحلات مصر للطيران قادمة من مطار نيوارك بولاية نيوجيرسي، وانطلاق أولى رحلات مصر للطيران إلى مدينة مانشستر بالمملكة المتحدة، كما أقلعت أولى رحلات مصر للطيران المباشرة من مطار القاهرة للعاصمة الهندية نيودلهي.

وقامت مصر للطيران بإضافة نقطة جديدة لشبكة خطوطها الجوية المنتشرة حول العالم فيما يقرب من 35 دولة، حيث تم تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة شنغهاي بالصين.

وتسلمت 0طائرة جديدة من طراز بوينج B737-800SF بعد تحويلها من طائرة ركاب لطائرة شحن جوي، وتعد هذه الطائرة أول طائرة شحن يتم تحويلها من طراز800SF B737-. واستلمت أولى طائراتها من طراز إيرباص A321 NEO لتكون أولى شركات الطيران داخل قارة أفريقيا التي تضم هذه الطراز إلى أسطولها. وأعلنت أيضاً عن انضمام الطائرة السابعة من طراز B787-9 دريم لاينر والمعروفة باسم طائرة الأحلام لأسطول الناقل الوطنى مصر للطيران وذلك ضمن صفقة شراء 8 طائرات من طراز B787-9، على أن تنضم الطائرة الثامنة والأخيرة للأسطول في عام 2024.

قطاع الطيران المدني محور رئيسي في إنجاح خطط التنمية

قطاع الطيران المدني محور رئيسي في إنجاح خطط التنمية وتنشيط الحركة السياحية وتنمية التجارة ودعم الاقتصاد القومي، وتمكن قطاع صناعة الطيران خلال 92 عاماً رغم تبعات الحروب والتحديات التي تسببت في خسائر فادحة للاقتصاد العالمي من الصمود واجتياز تداعيات الأزمات العالمية ليكون نموذجاً يحتذى فى صناعة الطيران.

ونجحت وزارة الطيران تحت قيادة وزراء كثيرون في تحقيق إنجازات ومواصلة مشروعات التطوير والتحديث لمنظومة الطيران وإقامة مشروعات جديدة واستمرار مبادرات تشجيع الحركة الجوية والسياحية، وهذا ما أكده الفريق محمد عباس وزير الطيران المدني بأن استراتيجية وزارة الطيران تهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد وتعظيمها وجذب مزيد من الاستثمارات وتنشيط الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مصر تحقيقًا إلى أهداف الدولة، موضحاً أن استراتيجية الوزارة تقوم على محاور عدة من بينها استمرار منظومة التطوير ورفع كفاءة المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية وجودة الخدمات المقدمة وتحديث الأسطول الجوي للشركة الوطنية والتوسع في شبكة الخطوط بفتح أسواق جديدة والتوسع في نشاط الطيران منخفض التكاليف وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تدريب العنصر البشري الذي يمثل الثروة الحقيقية للقطاع وفق أحدث النظم العلمية والتكنولوجية، واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة للحد من التلوث البيئي والمشاركة في مختلف الفعاليات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.

منظومة العمل فى مصر للطيران مثل عقارب الساعة، تسير على أفضل الطرق العالمية، فى ظل وجود قيادات واعية ومثقفة لديها القدرة على التطوير والتحديث والعمل الجاد مثل المهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والمهندس محمد سعيد محروس رئيس الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، والمحاسب مجدى إسحق وغيرهم من القيادات الوطنيين الذين يصنعون الإنجازات بكل حب واقتدار.

أول شركة طيران تم إنشاؤها فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

تعد مصر للطيران أول شركة طيران تم إنشاؤها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وسابع شركة طيران فى العالم وجاءت أول خطوة لتأسيس الشركة، حين تعاون كل من كمال علوى ومحمد صدقى وطلعت حرب لتحقيق الحلم وأثمرت الجهود عن صدور المرسوم الملكي في يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو " شركة الخطوط الهوائية المصرية " والآخر باللغة الإنجليزية وهو "مصر أير وورك"، وتمثلت البدايات فى التدريب والنزهات الجوية فى مطار ألماظة، وسرعان ما بدأت بتكوين أول نواة لأسطولها حيث وصلت فى 30 يونيو 1933 مطار ألماظة أول طائرتين من طراز دي هافيلاند دراجون 84 سعة الواحدة أربعة ركاب كنواة للأسطول.

كما أنه فى أكتوبر من نفس العام شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران بحصول لطفية النادي على إجازة طيار خاص.

بدأت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1939 مرحلة جديدة حيث أصبح رأسمالها مصرى بالكامل بعد انسحاب أير وورك البريطانية الشريك الأجنبى وحل المصريون محل البريطانيين وتحول اسمها إلى الخطوط الجوية المصرية Misr Airlines في عام 1941 واستمرت الشركة فى تطوير أسطولها، وبحلول يوليو 1946 أصبح الأسطول الجوي المدني المصري يضم 18 طائرة (3 بيتش كرافت، 5 أفرو 19، 4 دي هافيلاند 86، 4 دي هافيلاند 89، طائرة واحدة من كل من طراز دي هافيلاند 84، دي هافيلاند 90).

الصفقة الأهم كانت شراء 5 طائرات فايكنج التي تسع 24 راكباً حيث كانت إيذاناً بالانتقال من عصر الطائرات الصغيرة إلى عصر الطائرات الكبيرة وهو ما طور أيضاً من مستوى الخدمة المقدمة للركاب، فبدأ لأول مرة ظهور أطقم الضيافة على متن الطائرات وقدمت الوجبات الساخنة والمشروبات بعد أن كانت الوجبات الخفيفة، وفي عام 1952 استقدمت الشركة أول جهاز محاكي لتدريب طياريها لتصبح الأولى والوحيدة في ذلك المجال في هذا الوقت وصار معهد مصر للطيران قِبلة المتدربين والدارسين.

فترة الستينات

شهدت فترة الستينات تطويرًا كبيرًا كان أولها انضمام ثلاث طائرات من طراز دي هافيلاند " كوميت-4C " المزودة بأربع محركات نفاثة، وتسع أربعة وثمانين راكباً، وكذلك تسيير أطول خطوط الشركة منذ نشأتها وهو خط القاهرة / روما / فرانكفورت / زيوريخ / لندن. وفي عام 1960 أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرار بتوحيد شركة مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية في شركة واحدة تحت اسم "شركة الطيران العربية المتحدة" و ذلك علي أثر الوحدة التى قامت بين مصر و سوريا عام 1958، وفى عام 1962 أُعيد هيكلة الشركة لتصبح مؤسسة تحت اسم المؤسسة العربية العامة للطيران، وتضم شركات الطيران العربية المتحدة للخطوط الخارجية، ومصر للطيران للخطوط الداخلية، والشركة العامة للخدمات وتموين الطائرات، وشركة الكرنك للسياحة. وفي عام 1963 تأسست أسواق مصر للطيران الحرة فى مطار القاهرة.

إنشاء الهيئة المصرية العامة للطيران المدني

نقلة أخرى فى تاريخ الشركة جاءت عام 1971 جعلت العمل فى مجال الطيران المدنى المصري أكثر تنظيمًا وهى صدور القرار الجمهوري بإنشاء الهيئة المصرية العامة للطيران المدني، لتنتقل إليها تبعية مؤسسة مصرللطيران، ولتستعيد مرة أخرى اسمها الذي أنشئت به " مصر للطيران "، كما تبع الوزارة أيضاً كل من الهيئة المصرية العامة للطيران المدني، والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة ميناء القاهرة الجوي، والمعهد القومي للتدريب على أعمال الطيران.

بعد انتصار أكتوبر حققت الشركة العديد من الإنجازات منها افتتاح مجمع خدمات الطيران كأحدث وأكبر مجمع للخدمات الجوية في الشرق الأوسط بخلاف التعاقد على إنشاء قرية البضائع.

عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى 1981 وحتي عام 2002 وقد قام بوضع خطة تطوير شاملة لشبكة خطوط الشركة وكذلك زيادة الأسطول، فتم وقتها شراء 8 طائرات أيرباص (A300-B4) لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ثم 3 طائرات بعيدة المدى من طراز بوينج B767-200، وتلاها شراء طائرتين من طراز بوينج B767-300 للوفاء بمتطلبات حــركة النقل الــــمتزايدة للأسواق البعيدة. تلا ذلك شـراء 7 طـائرات جديدة من طراز أيربــاص (A320-200) ولخدمة مناطق الجذب السياحي في مصر ولنقل الحركة السياحية إليها من الخارج مباشرة.

اشترت الشركة 5 طائرات جديدة من طراز بوينجB737-500 بالإضــافة إلى شراء 3 طائرات بوينج B777-200 وعدد 3 طائرات أيرباص (A340-200) فائقة المدى لتغطية متطلبات أسواق أمريكا الشمالية واليابان، وتلا ذلك شراء 4 طائرات أيرباص (A321-200) لخدمة سوق الطيران العارض الجديد والواعد.

تطوير البنية التحتية

وفى اتجاه موازٍ قامت الشركة بتطوير بنيتها التحتية ففي مجال التدريب تم تزويد مركز التدريب بمحاكيات طائرات من طراز بوينجB707 وB737ومحاكيات أيرباص، إضافة إلى محاكيات تدريب أطقم الضيافة على أعمال خدمة الركاب وإجراءات الطوارئ والإخلاء السريع، كما تم إنشاء مجمع هندسي مجهز فنياً بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الدعم الفني للطائرات وملحقاته من هناجر وورش، ووحدات تعمير وإصلاح واختبار المحركات. أما القطاع التجارى فأصبح قطاعاً ضخماً يضم بين جنباته خمسة إدارات كبيرة، هي الإدارة العامة للمبيعات، إدارة البحوث التجارية، إدارة الشئون الدولية، إدارة الخدمات السياحية، وإدارة المحطات. وشهدت هذه الفترة إنشاء المبني الإدارى ليصبح المقر الرئيسي للشركة وكذلك تم إنشاء مستشفى مصرللطيران على أعلى مستوى خدمى .

الهيكلة الجديدة والانضمام لأكبر تحالف عالمي

وفي عام 2002 تم تشكيل أول وزارة للطيران المدنى وأصبحت مؤسسة مصر للطيران شركة قابضة تتبع مباشرة وزارة الطيران المدني وتم تحويل القطاعات التي كانت موجودة في السابق إلى شركات تابعة بدأت بشركة الخدمات الأرضية، والصيانة والأعمال الفنية، والخدمات الجوية، والشحن الجوي، والسياحة والأسواق الحرة، والخدمات الطبية، إضافة إلى شركة الخطوط الجوية.

شهادة الأيوزا

عام 2004 تمثلت أولى النجاحات في حصول الشركة على شهادة الأيوزا التي تمنحها المنظمة الدولية للنقل الجوي (أياتا) كأول شركة طيران في أفريقيا والمنطقة والسابعة عشر في العالم تحصل على هذه الشهادة، ثم تم إنشاء شركتين هما إكسبريس للخطوط الداخلية والصناعات المكملة، تلا ذلك تلقى مصرللطيران الدعوة من تحالف ستار العالمى للانضمام إليه وقد انضمت بالفعل فى 2008 لتصبح العضو الحادي والعشرين فى أكبر التحالفات العالمية في مجال صناعة النقل الجوي، ومواكبة لهذا النجاح العالمى افتتحت مصرللطيران مبنى الركاب رقم 3 في مطار القاهرة الدولي والذى أصبح مركزًا لرحلات مصر للطيران وباقي شركات تحالف ستار.

وفى هذا الإطار أيضًا تعاقدت مصرللطيران على صفقة شراء (12) طائرة من طراز بوينجB737-800 وتسلمتها خلال عامى 2008 و 2009 فى إطار تطوير أسطولها بما يواكب التغيرات العالمية فى مجال النقل الجوى. تلا ذلك استلام مصر للطيران في 2010 (9) طائرات من أحدث الطرازات منها أربعة طائرات من طراز بوينج B777-300ER وطائرة من طراز أيرباص A330-300 وأربعة طائرات من طراز بوينج B737-800.

ثورة 25 يناير كان لها تبعات تأثرت بها الشركة، حيث انخفضت نسبة السياحة بشكل ملحوظ نظرًا لعدم استقرار الأوضاع وتعرضت الشركة لخسائر كبيرة بسبب انخفاض التشغيل والأحداث السياسية والحروب في المنطقة العربية والتي أدت إلي إغلاق بعض الخطوط، فقامت مصرللطيران بعمل العديد من حملات الترويج السياحى لوفود بعض الدول تنشيطا لحركة السياحة فى محاولة منها لاستعادة نسبة التشغيل على رحلاتها مرة أخرى، وفي عام 2013 بدأت الشركة تتخطى هذه المرحلة حيث بدأت الشركة فى تطبيق خطتها لتقليل الخسائر وترشيد النفقات والتى أتت ثمارها فى العام المالى 2014/2015 حيث تم تخفيض حجم الخسائر عن العام السابق له.

وفى عيد مصر للطيران الثالث والثمانين، تم افتتاح المرحلة الأولى من متحف الشركة ليخلد تاريخها ومجهودها متضمنًا مجموعة نادرة من الصور التاريخية والنماذج المجسمة لأسطول مصرللطيران منذ نشأتها وكذلك صور تاريخية لأبرز الشخصيات في تاريخ الطيران المدني ومصرللطيران والذين كانت لهم علامات بارزة في النهوض بالشركة علي مدي تاريخها كما يضم المعرض صور لسكوك عملات معدنية وطوابع بريد تحمل شعار مصرللطيران في مراحل تاريخية مختلفة وكذلك صور لبعض القادة والزعماء والمشاهير من مصر والعالم والذين سافروا علي متن رحلات مصرللطيران.

وكانت مصرللطيران الناقل الرسمى لحدثين من أهم الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية بل والعالم أجمع، وهما المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ فى مارس 2014 وافتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015 لتحمل فرحة مصر بالتغيير الذي تشهده للعالم أجمع ولمسافريها وعلى متن طائراتها.

وفى عام 2016 شهد مزيد من النجاح بفضل الاستقرار ولعل أكبر إنجاز حققته الشركة خلال تلك الفترة هو إعلانها عن صفقة شرائها عدد 9 طائرات جديدة تنضم لأسطولها من أحدث طرازات بوينج وهي B737-800NGوتمكن هذه الصفقة مصرللطيران من استكمال استراتيجيتها نحو تعزيز وتحديث أسطولها بأحدث الطرازات التي تتناسب مع تشغيلها لرحلات متوسطة وطويلة المدى إلى نقاط متعددة بشبكة خطوطها.

كما كان لشركة الصيانة والأعمال الفنية نصيب هذا العام من خلال افتتاح مشروع تطوير هنجر 7000 بهدف زيادة استيعاب هناجر الصيانة لعدد أكبر من طائرات العملاء على المستويين المحلي والدولي وأيضا بهدف تقديم خدمات متميزة لعملائها نظرا لأن الأنظمة التي تم إضافتها للهنجر تعد من أحدث الأنظمة التي تساعد على إنجاز أعمال الصيانة بكفاءة عالية وتوفر المناخ المناسب للأطقم الفنية العاملة بالهنجر.

وشهد نهاية عام 2017 تعاقد مصرللطيران في معرض دبي للطيران علي إيجار وشراء ونية شراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 طائرة من طرازCS300s من شركة بومباردييه الكندية والتي استحوذت عليها بعد ذلك شركة أيرباص العالمية لتصبح هذه الطائرات من طراز أيرباص A220-300 والتي تسلمت مصرللطيران منها 12 طائرة وكذلك تم التعاقد علي 6 طائرات من طراز بوينج دريمــــلاينرB787-9تعمل بمحركات رولزرويس، هذا بالإضافة إلى 8 طائرات من طراز إيرباص A320neo والتي تعمل بمحركاتCMF LEAP وقد تم بالفعل البدء في استلام هذه الطائرات اعتبارا من عام 2019 بالإضافة إلي التعاقد علي 7 طائرات من طراز أيرباصA321neo وطائرتين من طراز بوينج دريملاينـــر B787-9 .

مع نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 إجتاحت العالم أزمة عالمية كبيرة وهي ظهور فيروس جديد يعرف باسم فيروس كورونا أثرت علي معظم المجالات والصناعات وكان النصيب الأكبر في التأثير من نصيب صناعة الطيران المدني والسياحة علي مستوي العالم ويعد أكبر تحدي واجهته صناعة النقل الجوي في تاريخها حيث توقفت حركة الطيران وتم إغلاق الكثير من المطارات والمجالات الجوية في معظم دول العالم للحد من انتشار المرض الأمر الذي أدى إلي تاثر صناعة الطيران بشكل كبير وإعلان عدد كبير من شركات الطيران إفلاسها وتراجع الموقف المالي لبعض الشركات إلي أدني مستوياته بسبب انخفاض معدلات التشغيل وقلة حركة الركاب.

ولم تكن مصرللطيران بمنأي عن هذا التأثير حيث تعرضت الشركة لفقد إيرادات كبيرة في الفترة التي توقفت فيها حركة الطيران في مصر بشكل كامل من الفترة 19 مارس 2020 وحتي قرار عودة رحلات الطيران جزئيا في 1 يوليو 2020 واستمر التأثير حتي بعد التشغيل الجزئي لحركة الطيران بسبب انخفاض أعداد الركاب ووقف كثير من الدول لحركة الطيران وفرض دول أخرى إجراءات إحترازية معينة لدخول أراضيها، وخلال فترة الجائحة شهد نشاط الشحن الجوي تقدما ملحوظا خاصة في مجال شحن الأدوية والمستلزمات الطبية.

فى عام 2021 استمرت مصر للطيران فى أداء دورها ورسالتها متخطية العقبات والصعاب ووضع الخطط لتعظيم الإيرادات وترشيد النفقات .. إلى أن ظهر الأمل فى أن تأتي اللقاحات الجديدة التي تم إكتشافها لعلاج الفيروس بنتائج إيجابية لتكون بداية الانفراجة في زيادة حركة الطيران نسبيا كما لم تتخلي مصرللطيران عن دورها الوطني في شحن اللقاحات الجديدة لفيروس كورونا التي تعاقدت عليها الحكومة المصرية لتطعيم أبناء الشعب المصري. عام 2022 التنمية المستدامة والريادة في أفريقيا

سبق جديد

استهلت الشركة الوطنية مصر للطيران بداية عام 2022 بسبق جديد كعادتها بتشغيل أول رحلة بخدمات ومنتجات "صديقة للبيئة" بدأت من القاهرة إلى باريس لتكون الرحلة الأولي من نوعها لشركة طيران فى القارة الأفريقية فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وفق توجهات الدولة المصرية، وقد كانت مصر للطيران الناقل الرسمي للوفود المشاركة في مؤتمر المناخ COP27 وقدمت أعلي مستوي من الخدمات للوفود المشاركة.كما أعلنت الشركة عن تشغيل خطوط جديدة في إطار توسعة شبكة خطوطها الجوية مثل خط كينشاسا بالكونغو في مارس ودبلن بأيرلندا في يونيو فضلًا عن الاستمرار في خطة تحديث الأسطول.

وفى عام 2023 استكملت الشركة خطة تحديث أسطولها الجوى واستلمت طائرتين من طراز A321neo من أصل 7 طائرات من نفس الطراز لتكون أولى شركات الطيران داخل قارة أفريقيا التي تضم هذه الطراز إلى أسطولها، وتابعت الشركة خطتها الطموحة للتوسع في شبكة خطوطها الجوية وفتح أفاق جديدة حول العالم حيث تدشن خطا جديدا من القاهرة إلى دكا عاصمة بنجلاديش، وذلك اعتبارًا من 14مايو 2023، كما أعلنت مصر للطيران أنها بصدد إضافة رحلات مباشرة جديدة لضم نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى شبكة خطوطها الجوية بدءً من ٣ يونيو القادم من مطار القاهرة الدولي إلى مطار نيوأرك ليبرتي الدولي كما ستشهد الفترة القادمة إفتتاح عدة خطوط جديدة مباشرة حول العالم .

أما فى مجال الشحن الجوى تم توقيع اتفاقية تعاون بين مصر للطيران للشحن الجوي وسيفا العالمية في مجال نقلالبضائع بين عدة دول في أفريقيا وأوروبا والأمريكتين لتعزيز التعاون في مجال الشحن الجوي، ولجذب المزيد من العملاء ، كما تسلمت مصر للطيران للشحن الجوي طائرة جديدة من طراز بوينجB737-800SF بعد تحويلها من طائرة ركاب لطائرة شحن جوي، حيث تعاقدت شركة مصر للطيران للشحن الجوى مع شركة Commercial Jet الأمريكية الرائدة فى مجال تحويل الطائرات من طائرات ركاب إلى طائرات شحن، وتعد هذه الطائرة أول طائرة شحن يتم تحويلها من طراز B737-800SF وتقوم بتشغيلها شركة مصر للطيران ليبلغ أسطول الشركة الوطنية من طائرات الشحن الجوي 4 طائرات، ومن منطلق المسئولية المجتمعية لمصر للطيران، قامت الشركة بنقل سلسلة من شحنات اللحوم المبردة بواقع ٥٥ طن للشحنة علي متن طائرتها من طراز A330-200 من العاصمة التشادية نجامينا إلي جمهورية مصر العربية.

افريقيا في القلب

وتأكيداً لدورها الريادى فى أفريقيا استضافت مصر للطيران ممثلة فى شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية مؤتمر ومعرض صيانة الطائرات والتدريب في أفريقيا والشرق الأوسط MRO فى نسخته الحادية والثلاثين وذلك خلال الفترة من 5-7 فبراير، حيث شارك بها أبرز خبراء الطيران في المنطقة وتبادل الخبرات وطرح الحلول المبتكرة لتطوير قطاع الطيران بصفة عامة وصيانة الطائرات والتدريب بصفة خاصة كما تم توقيع عقد شراكة مع شركة Petra Aerospace الأردنية في مجال إصلاح وتعمير المحركات، وفيما يخص المكانة العالمية للشركة الوطنية مصر للطيران حصلت علي المركز الخامس بين شركات الطيران الأكثر تشغيلا للرحلات الجوية من وإلي اسطنبول بناءً على التقييم والإحصائيات التى قام بها مطار اسطنبول خلال عام ٢٠٢٢، وقد منح مطار أثينا جائزة لمصر للطيران ضمن شركات الطيران الأسرع تعافياً من جائحة كورونا، كما تم اختيار الناقل الوطني مصر للطيران ضمن شركات الطيران التى تعافت بشكل سريع وملحوظ من جائحة كورونا ، واستندت النتائج إلى مدى إقبال الركاب على شركات الطيران و نجاحها في استمرار تشغيل الرحلات وكثافة الركاب، ونجحت الشركة القابضة لمصرللطيران فى تجديد اعتماد شهادة الأيوزا الدولية (IOSA) دون أية ملاحظات أو نقاط عدم تطابق، وذلك بعد التفتيش الذى تم بواسطة وفد من شركةArgos Pros المعتمدة من الاتحاد الدولى للنقل الجوى IATA)).

خدمة طبية موثوقة

حقق مستشفى مصر للطيران خلال الأعوام الماضية نجاحات وانجازات ومازالت تحقق المزيد من التقدم في مختلف المجالات الطبية حيث عقدت مستشفى مصر للطيران عدة شراكات مع كبرى الكيانات الطبية العالمية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة وتقديم خدمة طبية موثوقة يستحقها كل عامل بهذا الصرح الوطني الكبير، حيث شهد وزراء الطيران والصحة والتعليم العالي

مؤخرًا إفتتاح فاعليات المؤتمر العلمي الأول لمستشفى مصر للطيران احتفالا بمرور ٤٠ عاماً على إنشائها، ويعد هذا المؤتمر هو الأول الذي تعقده مستشفى مصر للطيران في إطار بحث المستجدات العلمية في مختلف المجالات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ووزارة التعليم العالي.

92 عامًا على تأسيس مصر للطيران االهيئة المصرية العامة للطيران المدني الكرنك للسياحة رحلات مصر للطيران الجوية مصر للطيران للشحن الجوى