السيسى المحارب الأول فى صفوف التطوير
مستقبل مصر الزراعى قاطرة التنمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي
محمد خضر بوابة الكلمةيظل الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي المحارب الأول فى صفوف التطوير والتنمية والمنحاز دائماً للبسطاء ويشعر بهمومهم ويسعى إلى حل مشكلاتهم ورفع المعاناة عن كاهلهم، ويتمتع الرئيس السيسي برصيد شعبي كبير لأنه خلّص البلاد ممن فرطوا في أمنها القومي، واتسمت سياسته الخارجية والداخلية بالحنكة والرؤية السديدة، فقاد السفينة إلى بر الأمان وسط منطقة مضطربة سياسياً.
واجه الرئيس السيسى تحديات كبيرة وتعامل معها بكل حسم، فبعدما أن أنهى جزءاً كبيراً من تطوير البنية التحتية، توجه إلى البنية الاجتماعية المتمثلة في التعليم والصحة وأبدى اهتماماً كبيراً بالمدرسين وتحسين ظروفهم، بدأ يجنى ثمار التنمية التى قادها فى قطاع الزراعة الذى شهد اهتماماً كبيراً من القائد المحارب الرئيس السيسى الذى يقود قاطرة التنمية لتحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء، ودفعه إلى الأمام وأولته أجهزة الدولة أهمية كبيرة، واضعة مهمة العمل على توفير الأمن القومي الغذائي على رأس أولوياتها لتحقيق الإكتفاء الذاتي والتصدير إلى الخارج، ولم لا وهو قائد مسيرة التنمية فى مصرنا الجديدة، فما يحدث فى 200 أو 300 سنة يتحقق خلال سنوات معدودة، واستطاعت مصر "السيسي" السير بكل الإمكانات والسبل فى طريق التنمية الزراعية عبر كثير من المشروعات الزراعية العملاقة.
ويأتى ضمن هذه المشاريع مشروع "مستقبل مصر" الزراعي الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مناسـبة وأيضاً توفير آلاف فرص العمـل.
مشروع "مستقبل مصـر" هو باكورة مشروع الدلتا الجديدة مقسم على قطع متساوية كل قطعة ألف فدان، ويقع على طريق القاهرة الضبعة الذي أنشئ ضمن المشروع القومي للطرق، ويهدف تعظيم فرص الإنتاج وتوفير منتجات زراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة للمواطنين، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية،فضلاً عن توفير الأيدي العاملة وسهولة نقل الأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وتوصيل الإنتاح إلى الأسواق وموانئ التصدير.
أكبر المشروعات الزراعية
من ناحيته، قال المقدم بهاء الغنام مدير مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي إن المشروع كان دافعاً لبذل كل الجهد لتنميته؛ حيث إنه يضيف يومياً كل جديد في مسيرة الإنجازات؛ حتى أصبح من أكبر المشروعات الزراعية، مساهمة في إنتاج كل المحاصيل التي تحتاجها بلادنا.
وأوضح مدير "مستقبل مصر" أنه بافتتاح هذا المشروع نرفع سقف الطموحات نحو إتمام مشروع "الدلتا الجديدة" الذي سيكون نقلة حضارية ونوعية لمصر ليس في مجال الزراعة والتصنيع فسحب بل في كل المجالات.
واستعرض مراحل تطور "مستقبل مصر" وخططه وأهدافه، حيث إن إجمالي المساحة المخصصة للمشروع يبلغ مليوناً و50 ألف فدان وهي تمثل 50 % من مشروع "الدلتا الجديدة".
وأشار إلى إن المشروع يتكون من أربع مراحل، الأولى تم تنفيذها بالكامل بطاقة 34 ألف فدان، والمرحلة الثانية سيتم تسليمها في أكتوبر المقبل، أما المرحلة الثالثة فسيتم تسليمها في يوليو 2023، والرابعة في 2024، موضحة أن المرحلتين الثالثة والرابعة ستكون بقوة 700 ألف فدان؛ ليصل إجمالي الأراضي المستصلحة في المشروع إلى نحو مليون و50 ألف فدان.
رؤية جديدة
وأشار "الغنام" إلى أن مشروع "مستقبل مصر" به رؤية جديدة، حيث تم الانتهاء من استصلاح وزراعة 350 ألف فدان بأعلى معايير السرعة والجودة في التنفيذ على مرحلتين، الأولى هي مرحلة تنفيذ البنية التحتية والتي تمت ضمن المواصفات المناسبة التي تتماشى مع متطلبات التنفيذ والذي يتم تحقيقه على أرض الواقع في المساحات المستصلحة، والثانية هي مرحلة الإنتاج والتي نتعامل بها بأعلى معايير الجودة، ثم بعد ذلك زراعة المساحة الكبيرة المتصلة. كما يتم من خلال هذا المشروع استخدام أنظمة الزراعة الحديثة لما تتمتع به من مرونة مع طبيعة الأرض المختلفة، كما يتم أيضا استخدام نظام الري تحت السطحي والري بالتنقيط".
تقنيات حديثة
وأكد أنه يتم أيضاً استخدام تقنية "المسح الرقمي" وهى من العوامل المؤثرة في العملية الزراعية أثناء التنفيذ وأثناء مرحلة الإنتاج، والتي تقوم بالمسح الرقمي للأرض كلها في مرحلة التنفيذ حتى يتم رفع تضاريس الأرض والتحكم في اتجاه ومرور المياه وهو يعد عاملاً كبيراً في توفير التكلفة وله أيضاً دور كبير في المرحلة الإنتاجية في اكتشاف صحة النبات والري المتجانس وغير المتجانس، وذلك عن طريق "البصمة الطائفية" وهو ما يوفر تكاليف الإنتاج لما يتمتع به من سرعة اتخاذ إجراءات اتجاه النبات وحالته الصحية.
وأوضح الغنام أنه في مجال التكنولوجيا والتحكم في إدارة الطاقة والمياه، فإن رؤية مشروع "مستقبل مصر" تعكس حسن إدارة الطاقة والمياه، لأنهما من العناصر المهمة جدا في التكلفة تمثل من 25 إلى 30%".
وقال مدير مشروع "مستقبل مصر" إن الدولة نفذت عدة محاور وطرق مثل محور روض الفرج ومحور الضبعة ميزت المشروع بشكل كبير وسهلت عمليات نقل المحاصيل والسلع في وقت قصير، وهذا يعد إضافة كبيرة للاقتصاد الزراعي داخل المشروع.
وأضاف الغنام أن المشروع يتميز أيضا بوجود إدارة رقمنة وتحليل البيانات لتقييم أداء الموظفين وتلاشي السلبيات، فضلا عن وجود قسم التنبؤ لإعطاء صورة توضيحية بالأزمات التي قد تواجه البلاد مثل ما حدث جراء الأزمة الروسية - الأوكرانية.. متابعا "أن إدارة المشروع على تواصل مع مراكز البحث العلمي وكليات الزراعة لتحقيق أفضل نتائج على أساس علمي سليم، بهدف خلق جيل جديد يجابه التوسعات الزراعية باستخدام الوسائل الحديثة".
توشكي الخير
من ناحيته، أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن مشروع "توشكي الخير" بجنوب الصعيد يعد إحدى صور نجاح الجمهورية الجديدة في تدعيم ملف الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة ضمن أهداف استراتيجية مصر 2030.
وأضاف القصير "بالأمس القريب، وبالتحديد يوم 21 أبريل الماضي شرفنا بافتتاح الرئيس السيسي لموسم حصاد القمح لعام 2022 من مشروع توشكي الخير بجنوب الصعيد، حيث إنه يعد المشروع إحدى صور نجاح الجمهورية الجديدة في تدعيم ملف الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة ضمن أهداف استراتيجية مصر 2030".
وأوضح أنه جرى وضع أهداف استراتيجية لعام 2030، كان أهمها الحفاظ على الموارد الاقتصادية المتاحة وتنميتها، حيث من المستهدف إحداث تنمية شاملة واحتوائية، بالإضافة إلى التكيف مع التغيرات المناخية، كما تتضمن الأهداف الاستراتيجية محوري التوسع الأفقي والرأسي، فضلا عن زيادة تنافسية الصادرات الزراعية المصرية.
وأضاف القصير أنه "من المحاور المهمة التي نعمل عليها حاليا أيضا، هو إنفاذ الزراعات التعاقدية، حيث جرى العمل في محاصيل كثيرة، كالقمح وفول الصويا وعباد الشمس، كما تم خلال الأسبوع الماضي إطلاق الزراعات التعاقدية بالنسبة لمحصول الذرة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الموجهة للقطاع الزراعي مع تدعيم أنشطة الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي".. مبينا أن من المحاور المهمة أيضا تغيير الأنماط الاستهلاكية كإحدى الآليات لتخفيف الضغوط على الموارد المحدودة".
رفع الاحتياطي الاستراتيجي
وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي أكد أن الدولة المصرية - بتوجيه من الرئيس السيسي - قامت برفع الاحتياطي الاستراتيجي للسلع إلى 6 أشهر بدلا من 3 أشهر، ووفرت الاعتمادات المالية اللازمة لذلك؛ سعياً لمواجهة التحديات التي نتجت عن جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية.
وقال المصيلحي "إن ما نعيشه اليوم هو جزء مما يعيشه العالم الذي يقف أمام تحديات غير مسبوقة، نتيجة لأزمات عالمية؛ أولها التضخم خاصة ما بعد جائحة كورونا، والذي حدث نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي".
وأضاف أنه عقب جائحة كورونا بدأ الاقتصاد العالمي ينمو أكبر مما كان متوقعا؛ فأدى إلى زيادة أسعار الطاقة، ومن أهمها البترول والغاز، وأيضا ما أسفر عن زيادة كافة السلعة الأساسية الاستراتيجية في العالم، وكان هذا هو التحدي الأول الذي واجهه العالم، لافتا إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت كذلك إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وموجة من التضخم الإضافية التي لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن أكبر اقتصادات العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، تشهد موجة كبيرة من التضخم بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أصبح معدل التضخم لديها حاليا 8%.
واستعرض وزير التموين، المشروعات الاستراتيجية التي قامت بها الدولة للحفاظ على مخزون السلع الاستراتيجية، حيث بدأت الدولة في المشروع القومي للصوامع، مبينا أن مصر لديها صوامع تستوعب ما يقدر بـ3.4 طن، كما تستهدف التوسع في إقامة الصوامع لاستيعاب ما يصل إلى 5 ملايين طن.
تعديل المسارات
من جانبه، أكد اللواء إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي من المشاريع القومية العملاقة.
وقال الفار "إن هذا المشروع عملاق وفيه تعديل لمسارات الترع وإنشاء ترع جديدة"، موضحا أن مسار المياه بالكامل في المشروع حوالي 170 كيلو مترا، منهم 148 كيلو مترا ترع مكشوفة، بالإضافة إلى 22.5 كيلو متر مواسير خاصة للأراضي الزراعية الموجودة، وهي تشتهر بزراعة البنجر.
وأشار إلى أن حجم الأعمال الصناعية تقدر بحوالي 13 محطة للرفع، وتقريبا 91 عملا صناعيا، مضيفا "كل هذه الأعمال بدأنا فيها من شهر أغسطس الماضي، وحققنا نسب تنفيذ عالية تقدر بحوالي 46%.
وبين أن محطات الرفع بالكامل سيتم الانتهاء منها في سبتمبر القادم، فيما بلغت نسبة التنفيذ في الترع الموجودة بالقطاع الغربي حوالي 98%، أما بالنسبة للقطاع الشرقي ففيه بعض التأخير نظرا للانتظار لتعويض الأهالي، لافتا إلى أن التكلفة المالية لتعويضات الأراضي تقريبا وصلت إلى 2.5 مليار جنيه تقريبا، ويمكن تأكيد هذه البيانات مع المساحة المدنية.
الطريق الصحيح
من ناحيته، قال الإعلامي مصطفى بكري، إن مصر تمضي على الطريق الصحيح من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وذلك بعد افتتاح مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي بمحور الضبعة.
وأضاف خلال برنامجه "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، أن الاكتفاء الذاتي سوف يحقق لمصر إنجازات للجيل الحالي والأجيال القادمة.
وأشار إلى أن زراعة بنجر السكر في مشروع مستقبل مصر يتم بوسائل تكنولوجية حديثة، واستخدام أدوات متطورة، فضلاً عن أن هناك عمالة ماهرة مدربة ولديهم حماس كبير.
ولفت "بكري" إلى أن ما يتم في مشروع مستقبل مصر معجزة بمعنى الكلمة، لأنه أسهم في تقليل استيراد مصر من السكر، وأكد أن المصري إذا أراد أن يفعل شيئاً فإنه يستطيع تحقيق هذا طالما أن هناك قيادة سياسية تدعم ذلك، موضحا أن الإنتاج الزراعي بمشروع مستقبل مصر أكبر مؤشر على كلام الرئيس السيسي أن مصر سوف تحقق الاكتفاء الذاتي يوما ما.
فاتورة الاستيراد
وقال الدكتور أحمد أبو اليزيد، أستاذ كلية الزارعة بجامعة عين شمس، إن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، ليس مشروعاً زراعياً فقط ولكنه مشروع تنموي متكامل.
أضاف خلال مداخلة مع برنامج «صالة التحرير» على قناة صدى البلد، أنه تم استزراع 350 ألف فدان في مشروع مستقبل مصر، وتحقق ذلك في 4 سنوات في الوقت الذي كان قد يستغرق 30 عاما.
وتابع أستاذ كلية الزراعة بجامعة عين شمس أنه تم إنشاء بنية تحتية عملاقة تضم شبكة طرق 200 كيلو متر ومحطة كهرباء بطاقة 350 كيلو وات ومحطة مياه كبيرة لتوفير المياه في مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي.
وأشار الدكتور أحمد أبو اليزيد إلى أنه تم زراعة نحو 350 ألف فدان بمشروع مستقبل مصر بنظام الزراعة الذاتية، موضحا أن تكلفة استصلاح الفدان نحو 300 ألف جنيه، مؤكداً أن الدولة لأول مرة تتدخل وتنشئ أول بنية تحتية لمشروع عملاق ومتكامل يضم صوامع وتصنيعاً زراعياً، كما أن المشروع يضم مشروعاً قومياً لإنتاج التقاوي، كما أنه ينتج تقاوى تكفى لنحو مليون فدان قمح ويوفر أيضا يوفر نحو 1.8 مليون طن سكر كما أن الدولة حققت اكتفاء ذاتي من السكر يصل لنحو 90% حتى الآن.
وذكر الدكتور أحمد أبو اليزيد أن مصر كانت تستورد نحو 1.8 مليون طن زيت سنويا، كما أن مشروع مستقبل مصر يضع بذرة أساسية لتوفير الزيت وتحقيق الاكتفاء الذاتي لتقليل الاستيراد، كما يضم مشروع لزراعة 40 ألف فدان ذرة في الوقت الذي تستورد فيه مصر سنويا نحو 10 مليون طن ذرة.
وكشف أن مصر تستورد سنوياً من القمح وفول الصويا ما يوازي 8 مليارات دولار موضحا أن مشروع مستقبل مصر يقلل فاتورة الاستيراد، كما أنه تم إنشاء نحو 1400 «بيفوت» لري المشروع بالنظم الحديثة.
ومازال نهر العطاء مستمراً ومتدفقاً فى آفاق مصرنا المحروسة.