رحلة المنابر
بوابة الكلمةتميزت مصر وخصها الله بمميزات عدة، فظلت متفردة بأنها منبع التراث، والثقافة، والتاريخ، والحضارة، فالتنوع الحضاري الآثاري مزج بين الحضارة المصرية القديمة، والرومانية، والقبطية، والإسلامية، بخلاف علوم الطبيعة "المتاحف الجيولوجية الطبيعية" الشاهدة على ملايين السنين، بل إن الله خصها بسير الرسل والأنبياء على أرضها.
ويظهر اهتمام الدولة المصرية بترميم المواقع الاثرية بشكل ملحوظ، لتكون مركزًا لترحال المستكشفين سواء كانوا مصريين أو أجانب، مع إنشاء متاحف جديدة تشهد محتوياتها على كل العصور في مكان واحد، كما فتحت الدولة المصرية الباب أمام تنفيذ الرحلات السياحية من خلال شبكات الطرق الجديدة، مع إنشاء "مطار سفينكس" لزيادة القدرة الاستيعابية، بالإضافة إلى قربه من المتحف المصري الجديد.
وتسعى وزارتا "السياحة والآثار" و"الطيران" إلى دعم هذا الموقف، من خلال تطوير المنظومة التشغيلية وتفعيل بيئة الرقابة والجودة، مع تنفيذ التطوير المستمر، سواء كان لعاملين أو منشآت أو آلات، ويشهد بذلك ما أُعلن عن جهود الوزارتين لتنشيط حركة السياحة، وبرزت هذه الجهود خلال استقبال أولى الرحلات الجوية القادمة من إسبانيا.
ومن منبرنا هذا نطرح مقترحًا منا للمناقشة والحوار، لتفعيل خطوط سير "رحلات المنابر" - الأماكن الأثرية المتعددة والمختلفة - أمام المصريين والأجانب، فنواة الفكرة تكمن في إنشاء رحلات يومية من خلال إحدى شركات السياحة والنقل بالتعاون مع المرشدين السياحيين، بإشراف ودعم من وزارتي "الطيران" و "السياحة والآثار"، لتفعيل زيارة المنابر الثقافية من خلال النقل البري السياحي، وذلك بزيارة الآثار الإسلامية تارة، في خط سير لأماكن أثرية متعددة بشكل متتابع مع شرح كافٍ ووافٍ، وتارة أخرى زيارة الأماكن المقدسة المسيحية، مع تنظيم رحلات متخصصة عن الحضارة المصرية القديمة، وتارة أخرى رحلات إلى منابع الآثار الرومانية والقبطية والإسلامية والمصرية القديمة في المحافظات الأخرى من خلال رحلات الطيران، وتكون هذه الرحلات تحت برامج يومية متفرقة خلال الأسبوع لاستقطاب الزائر، وتشجيعه على السعي وراء حسه الثقافي النابع عن رغباته الاستكشافية من خلال زيارة المنابر بمختلف تنوعاتها.
وآمل أن تطرح الآراء المختلفة ذات الجدوى لتنمية الثقافة وترسيخ الهوية، فلمصر حظ ونصيب كبير في تقديم نموذج تاريخي وحضاري في التعددية والسلام، وستظل دولتنا منبعًا للحضارة، وأساسًا للعلم والثقافة والفن.
بقلم: عصام الدين جاد